القيروان: ملتقى جهوي يناقش العدالة البيئية والتغيرات المناخية
أكّدت رئيسة المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ماجدة مستور، أن الملتقى الجهوي للعدالة البيئية والمناخية بالقيروان يهدف إلى تعزيز الوعي الجماعي بالتحديات البيئية والمناخية، وفتح فضاء للحوار بين مكونات المجتمع المدني والفاعلين المحليين من أجل بلورة حلول عادلة ومستدامة، خاصة في الجهات الأكثر تضررا من التغيرات المناخية.
وأضافت مستور، خلال إشرافها على افتتاح الملتقى الذي انطلق منذ يوم أمس ويتواصل على مدى يومين، أن هذه التظاهرة تسعى إلى تعزيز النقاش العمومي حول قضايا البيئة والتغيرات المناخية من منظور العدالة الاجتماعية، مشيرة إلى أن البرنامج انطلق بعرض صور توثّق الحق في الماء ومعاناة المواطنين في البحث عنه، إلى جانب تنظيم مناظرة حول الحقوق البيئية والمناخية.
وبيّنت أن برنامج الملتقى يتضمن مداخلات علمية تناقش واقع التغيرات المناخية والتنقل البيئي، إضافة إلى تقديم شهادات حية حول الوضع البيئي بولاية القيروان، فضلا عن مداخلة مخصّصة للتعاطي الإعلامي مع القضايا البيئية، تسلط الضوء على دور الصحافة في نقل الإشكاليات البيئية والترافع من أجل الحقوق البيئية للمواطنين.
كما يشمل البرنامج تنظيم ورشات عمل، تتناول الأولى مسألة السيادة الغذائية في تونس، فيما تركز الثانية على الانتقال الطاقي، على أن تُختتم الأشغال بجلسة ختامية تُخصص لتقديم حصيلة المداولات وصياغة البيان الختامي للملتقى الجهوي للعدالة البيئية والمناخية.
دراسة تكشف التداعيات الاجتماعية للتغيرات المناخية على معتمدية السبيخة بالقيروان
قدّم الباحث الاجتماعي ناجح الزغدودي دراسة حول تأثير التغيرات المناخية على معتمدية السبيخة من ولاية القيروان، مبرزا أن الجهة شهدت شحا حادا في الموارد المائية سواء على مستوى السدود أو الآبار الفلاحية، ما خلّف انعكاسات اجتماعية واقتصادية عميقة مست مختلف فئات المجتمع.
وأوضح الزغدودي أن دراسته سلّطت الضوء على الفئات الهشة أو ما وصفه بـ"العناصر المخفية" في المجتمع، والتي تأثرت بشكل كبير بفقدان موارد الرزق، مما ساهم في تنامي نسب الفقر والبطالة، وتزايد ظواهر النزوح والهجرة غير النظامية بحثا عن فرص عمل وهروبا من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
وأضاف أن الدراسة ركزت كذلك على أوضاع النساء والأطفال، حيث تحوّل عدد من الفلاحين من منتجين إلى طالبي شغل أو مساعدات اجتماعية، فيما فقد العديد من العملة مواطن شغلهم واضطروا إلى التنقل نحو مناطق أخرى في ظروف نقل غير آمنة، ما عمّق من معاناتهم اليومية.
وأشار الزغدودي إلى أن تقديم هذه الدراسة أمام نواب الشعب والإعلاميين ومكونات المجتمع المدني يهدف إلى دفع صناع القرار إلى أخذ تأثير التغيرات المناخية على أبناء الجهة بعين الاعتبار عند صياغة السياسات العامة، إلى جانب نشر الوعي والتحسيس بمخاطر هذه التغيرات وسبل التأقلم معها.
اتحاد الشغل بالقيروان يحذّر من تفاقم الإشكاليات البيئية ويدعو إلى سياسات تشجير مستدامة
من جهته، أكد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان، السيد السبوعي، أن الجهة تعيش تراكما لعدة إشكاليات بيئية، من بينها معضلة مادة المرجين وانتشار الفضلات، إضافة إلى أزمة العطش واقتلاع الأشجار بشكل لافت، ما ساهم في تسجيل درجات حرارة قياسية بالجهة.
وانتقد السبوعي غياب استراتيجية واضحة للتشجير، معتبرا أن الجهود الحالية تظل ظرفية ومناسباتية ولا تتجاوز بعض الأنشطة المحدودة بمناسبة عيد الشجرة، داعيًا إلى اعتماد سياسات بيئية مستدامة تستجيب لحجم التحديات التي تعيشها ولاية القيروان.
خليفة القاسمي